Jun 29, 2012

مش زيها زيّك!


مش فاهم الحرب الشعواء اللي قامت ضد السلسلة البشرية اللي شكلها شابات وشباب في عمان قبل أيام رفعت فيها يافطات ضد التحرش الجنسي وقانون 308 العبقري. لما يكون في ولد في الصف بتزعرن عالكل بعدين يجي واحد ويلطشه كف ويسمعو كلمتين، بتكون ردة فعله متوقعة، وهي خليط ما بين الإنكار والدفاع عن النفس، وهذا اللي صار، فجأة تحول المجتمع الأردني (بناءً على التعليقات والتغطية اللي شفتها) تحوّل لمجتمع مثالي لتعيش فيه المرأة! هذا هو الإنكار. أمّا الدفاع عن النفس، فكون القضايا اللي طرحوها الشباب في الشارع صعب حدا يرد عليها، لإنها مطالب منطقية ولا تخالف لا دين ولا منطق، تم تجاهل محتوى الرسالة (أو في أحسن الحالات الموافقة عليها باستحياء) وتم التركيز على أمور هامشية مثل حامل الرسالة أو أسلوب الرسالة (اللي تقييمها رح يختلف من شخص لآخر) لأنها الباب الوحيد لأفضل وسيلة للدفاع؛ الهجوم. خلاصته وبدون الخوض بأمثلة، مضحك كيف أن القضية نفسها لم يتم نقاشها، بل تم التركيز على انتقاد المبادرة والناس اللي مشاركين فيها وطريقة صياغة الشعارات المرفوعة، وكأن كل المشاكل انحلّت وما ضل علينا نحكي بغير أشكال الناس، وشو لابسين، وليش كاتبين همزة الوصل همزة قطع!
أعزائي سكان كوكب الأرض، والله بطلعلهم يعبرو بأقسى العبارات وعلى كيفهم، وما بطلعلك تحاسبهم، ليش.. قلتلي ليش.. لإنو البنت أو المرأة عنا بتعاني فوق ما ممكن تتصوّر، نعم عنا النساء بدرسوا وبشتغلوا وبروحوا وبيجوا، إحنا مش أفغانستان ولا السعودية، بس تفكرش إنو هيك الوضع تمام، وبالمناسبة، تفكرش إنو الوضع تمام عند "الأجانب"، اللي لازم نتفهمه إنو هاي مشكلة موجودة بكل العالم، يعني ما حدش بقارن التحرش في الأردن بالتحرش في بريطانيا، كله في تحرّش، ولما الواحد بينتقد قضية مثل التفرقة في العمل أو المضايقات في العمل ضد المرأة في الأردن، ما بيعني إنو هو مفكر أمريكا ولا السويد هي جنة الله على الأرض، بس كل واحد معني بنفسه ومجتمعه.. اتفقنا إذن إنو الموضوع مش هجوم لا عالأردن ولا عالأردنيين ولا العرب ولا المسلمين؟!
بس على سيرة الأردن والعرب والمسلمين، خليني أنبهك على كم شغلة أنا شخصياً مثلاً ما كنت مدركها، والواحد بتعلم كل يوم وبوسّع مداركه كل يوم ومش غلط أدرك إنو بعض تصرفاتي مؤذية لغيري وأغيّرها، الملامة ليست شخصية، أنا بلوم مجتمع ونظام كامل بخلينا نفكر ببعض الأمور كمسلّمات أو "عادي"، وهي فعلياً مش عادي، وجزء كبير (إذا مش الجزء الأكبر) من هذا الاعتقاد هو غلطة البنات والنساء أنفسهم، بمعنى إنهم بيتقبلو هذا الوضع كما هو، ومش بس هيك، بشاركو في هالمنظومة السيئة التي تقمع وتحجّم وتسخر من النساء فيما بينهم، ومع شباب أو رجال آخرين.
يعني موضوع البسبسة والتعليق في الشارع بضايق البنت وبإذيها وبشعرها بعدم الأمان أو الراحة أكثر من ما بتتخيّل، دوروا على فيلم داليا الكوري "إحذر أمامك تعليق" وخود فكرة، بس الأخطر من هيك هو المنطق اللي بتعامل فيه الشب اللي بعلّق عالبنت، باختصار الموضوع بالنسبة إلو عبارة عن حق مشروع وما في مشكلة، فكّر فيها، شو اللي بدفع شب يسمّع البنت كلمة لولا إنو بعتبر الموضوع حقه؟ حتى لو كانت شو ما لابسة أو محجبة أو مجلببة أو منقبة! بالنسبة إلو في عقله الموضوع "عادي". مش بس التعليق على بنت في الشارع يعتبر عادي، ومش بس طبقة معيّنة غير متعلّمة أو فئة اجتماعية أو جغرافية معيّنة بتتعامل بهذا المنطق، حتى الشباب اللي طلعو ودرسوا برا مثلاً وشافو الدنيا وطول عمرهم بحكو مع بنات والموضوع بالنسبة إلهم مش "كل ممنوع مرغوب" ولا كبت، وممكن يكون بشتغل بشركة محترمة، بتلاقيه بيعتبر إنو حقو يصفر لزميلته في العمل (حتى لو مزح) أو يرمي تعليق على شكلها إذا كانت مسشورة مثلاً، ولا لابسة أواعي جداد، بعلّق هيك علانية وبوجهّا، كإنو طبيعي جداً إنو يرمي هيك تعليق على زميلته، وبتلاقي الناس ما عندها مشكلة بالموضوع، ومرات البنت نفسها ما عندها مشكلة بالموضوع، وبنظري هذا يعود لأحد سببين، إمّا إنها مبسوطة عالاهتمام، أو إنها ما بدها تبيّن "معقدة" و"بتستحملش مزح"، مع إنو التعليق بحد ذاتو – بالنسبة إلي – ممكن يكون إطراء عادي وممكن يكون إطراء + ريالة، الإطراء العادي بحسو إشي طبيعي وصحي وما في مشاكل والطرفين بحبوه، أمّا الإطراء + ريالة اللي بتصير البنت فيه كتلة من اللحم الشهي (بيجي عادة مع صفيرة طويلة) فهذا غير مقبول، ومش لازم يكون مقبول أولاً من البنات أنفسهم، وثانياً من باقي الشباب والمجتمع، وين أنا بنفصم؟ لما شب قدامي يريّل ويحكي كلمة لبنت وعنيه خلص اخترقوا أواعيها وهو بحكي وهي يا بتطنّش يا بتتفاعل بإيجابية معه! ليش؟!

البنت بتعاني، والله بتعاني، بتعاني بأشياء إنتا كشاب ما بتخطر على بالك، بتعرف لما تكون تايه بسيارتك في غياهب وادي السير مثلاً ولاّ في منطقة مقطوعة وبكون خفان عقلك؟! أو تكون ماشي بشارع لحالك عالـ 2 بالليل وتشوف شلة سكرجية وتقعد تفكر كيف بدها تعدي الليلة على خير؟ أو إذا كنت يا سيدي بتخاف من الكلاب (عفواً، فش زلمة بخاف من الكلاب، كلنا زلام وهيك تعلّمنا) ولكن فرضاً إنك طلعت زلمة "بتحبش" الكلاب وشفتلك كم كلب موقفين بنص الشارع وانتا لحالك مش عارف تمشي لقدام ولا تمشي لورا.. شفت هاي المواقف؟ بتعرف هذا الشعور؟ شعور إنك في وضع غير آمن؟ غير متأكد شو اللي رح يصير؟ حواسك كلّها شغالة دبل تيربو والأدرنالين شمط لمستويات عالية؟ البنت لما تكون ماشية بعز دين النهار وتمرق من جمب أربع أو خمس شباب وواحد يزتلها كلمة أو صفيرة أو شو ما كان، بتوقّع هيك بكون شعورها، ماشية ومش عارفة شو اللي جاييها من ورا، كمان كلمة؟ "مسكة"؟ هجوم رباعي؟ رح يلحقوها بسيارة؟ طب هي أكيد بتفكر إنها جسدياً خسرانة المعركة في حال حبت تدافع عن حالها قدام شب ولا اثنين ولا أكثر، واجتماعياً خسرانة أم المعركة إذا وقفت وبهدلتو، ممكن حد "يفزعلها" وممكن لأ، وبكلا الحالتين إذا وقفت وبهدلت، الناس بتصير تتطلّع عليها بطريقة عجيبة، إنو عيب اللي عملته! شوف عاد إنتا مثلاً بنت بتطلع بتكسي ولا بسرفيس وبتروح على رغدان عشان تروح على جامعتها بالزرقا مثلاً، كم كلمة وكم تعليق وكم مرة بتمر بهذا الشعور (واحنا لسا بنحكي بالنهار!) فما بالك باللي بتغلط وبتمشي بالشارع بالليل لسبب أو لآخر! قس على ذلك، قديش البنت بتتغلب لما بدها تشتغل، دائماً في مقارنة بينها وبين الشب (ما في مشكلة بمقارنة الكفاءة) المشكلة إنو المقارنة بتبدأ والشب متقدم عليها بمراحل، لمجرد إنو شب! أضف إلى ذلك يا رعاك الله لو ما كانت هاي البنت مثلاً فائقة الجمال، بتتغلّب كمان شوي أكثر، أضف إلى ذلك يا رعاك الله، مثلاً مثلاً ولا سمح الله، لو البنت بتحكي بلهجة غير عمّانية، أو خلينا نحكي بتحكيش بالـ (آآآ) بتحكي بالـ (جااا) .. شوف هالحزينة في أغلب الأحيان قديش رح تتغلّب، وبعد ما تلاقي شغل، وتوصل الشغل وهي سامعة ميت كلمة، بتكمل بزملاء العمل اللي بختصروها بآلة تفريخ أولاد وتفريغ كبت جنسي.


فيا جماعة الخير، الأولى بدل ما نعلّق على شكل البنات اللي طلعو يطالبو بمحاربة ظاهرة التحرش، خلينا نعلّق على أنفسنا ونراجع أنفسنا ونربي ولادنا صح ونحاول كلنا نلغي هالمنطق من حياتنا، لإنو كلنا ولاد مرأة، أمنا، بنحبها وبنحترمها ولما حدا يسب عليها دمنا بفور وبنصير بدنا نقتله، وكلنا عنا أخوات بنحبهم وبنقدرهم وبنصير معهم حنونين وعطوفين ومتفهمين وبنرجع أطفال وإحنا قاعدين معهم، ما حدا بحب لوالدته أو أخته إنها تعاني، وما حدا بحب زوجته أو زوجته المستقبلية إنها تعاني وتتضايق، كل واحد يبلّش بحالو، لما تشوف صاحبك زت كلمة فرجيه وفهمه إنك مش "أوكيه" مع اللي عمله، والله العظيم ليستحي ويحس حالو حشرة، إذا إنت بتسكت وبتمشّي وبتشارك، وإذا إنتي كبنت بتسكتي وبتمشّي وبتشاركي، رح نضلنا محلّك سر، ونسبياً مع العالم رح نكون بنرجع للخلف.
نهاية، في ضوء المعطيات السابقة، المرأة على الأغلب عندها إرادة وقدرة أكثر بكثير من كثير شباب لتعيش وتنتج وتكون إيجابية في مجتمع بحجّمها وبأطّرها وبقمعها اجتماعياً وعلى مستوى القوانين الرسمية والاجتماعية. إذن في المبدأ، نعم زيّها زيّك، أمّا في هذا الوضع، بتوقّع إنها بتتفوّق.
 http://naserz.blogspot.com

Jun 27, 2012

Israeli Vibe(r)s

Thanks to dear friends Hamid and Hana, I now know VIBER is an Israeli product with possible links to IDF (I'm uninstalling as I'm writing this). This product is totally disposable and Hana already did the research for us for alternative apps, just google "Viber Israeli" and you'll find its page on the Israeli Ministry of Industry Trade and Labor.

A quote from Hana's fb:


"Dear Viber friends,

Today someone told me that Viber is an Israeli product with links to the IDF so I decided to do a little bit of research. I did not have to try so hard. 

According to their linkedin page Viber Media Inc. (http://www.linkedin.com/company/viber-media-inc.), the company that owns the app, employs 26 individuals of whom at least 3 have connections to the Israel and the IDF:
- Director of Business Development, Yaron S (http://www.linkedin.com/profile/view?id=10481215&authType=OUT_OF_NETWORK&authToken=z-lD&trk=hb_upphoto) worked with the Israeli Ministry of Defense for 4 years
- Project Manager, Dror Ayalon (http://www.linkedin.com/pub/dror-ayalon/24/505/25b) worked with the IDF Intellegence for 3 years
- Mobile Client Team Leader, Alex Fleshel (http://www.linkedin.com/in/alexfleshel) worked with the IDF for 3 years

Personally this is enough to choose to stop using this app. I invite you to do the same if you believe in the value of BDS.

You might want to check out some other alternatives:
http://alternativeto.net/software/viber/
http://gigaom.com/collaboration/9-great-alternatives-to-skype-for-voip-and-video-chat/
http://www.unwiredview.com/2011/06/23/9-of-the-best-iphone-apps-that-let-you-call-for-free/

And yes I realize that Viber is also on some of these lists !" 


Happy tapping to all! 

Jun 20, 2012

الغلطة الأخيرة


أولاً، أنا مش ناقد سينمائي، أنا "بحب السيما" والسلام.
ثانياً: العتب على قد المحبة، ولو إني وجدت هذا العتاب من قبل أهله والجماعة والمتخصصين به كان قعدت وسكتت، المشكلة أن الصحافة لسبب ما احترفت فن المديح المستمر والمنقطع النظير، تماماً كما في ما كتب عن فيلم نصري حجاج الذي تناول فيه درويش! نفسي ومنى عيني أن أقرأ نقداً مثمراً لمسرحية أو فيلم محلّي، ولو لمرة واحدة.
فيلم الجمعة الأخيرة سمعت عنه الكثير، وفرحت كغيري من محبي السينما بأنباء حصده لعدة جوائز، وقد تعذر علي حضور الفيلم في أكثر من عرض سابقاً، ولكن جاء الوقت المناسب من خلال عرضه كأول الأفلام العربية في مهرجان الأفلام الفرنسية Franco Arab Film Festival.
خيبة أملي التي لمستها عند الكثير من الحاضرين تتلخص في عدة محاور سأحاول ذكرها بما تسعفني به ذاكرتي، وإن جاءت الأفكار مبعثرة فأعتذر سلفاً.

·         القصة
أليست الأفلام هي مرآة لمجتعاتها التي خرجت منها، وهي أداة تعريف وتوثيق لطباع وعادات البشر؟ أليس هذا على الأقل جانب تغطيه الأفلام؟ إذن فما تبرير وجود العديد من التناقضات التي إن أخذت كل منها على حدة فهي ليست بالأمر الجلل، لكن أضفها إلى بعضها البعض وستجد نمطاً متكرراً من عدم الاكتراث للتفاصيل واستهانة بذائقة المشاهد، وأنا أؤمن أن الجمال بشكل عام يكمن في التفاصيل، فمثلاً:
-          سَل أياً من سكان المملكة الأردنيّة الهاشمية عن الجهة التي يركبون منها التكسي. 99.99% سيقولون من الباب الخلفي الأيمن، سؤال: ما هو تفسير صعود الفتاة من الباب الأيسر للتكسي؟! لماذا يجب أن أفكر في هذا التفصيل وفيما إذا كان له أي دلالة على الإطلاق وأنا أشاهد الفيلم؟
-          سل أياً من سكان المملكة الأردنيّة الهاشميّة وهو يقف في مدخل "عمارته" أين يسكن، 99.99% سيجيبون بأن يقولوا (الطابق كذا) أو (الطابق كذا)، لا أعلم إن انتشرت مؤخراً ظاهرة أن يتم تعريف البيوت برقم الشقة فمثلاً تقول (أسكن الشقة 7) كما حصل في الفيلم، وإن كان في هذه الملاحظة مجال للنقاش، فأضف إليها أن العمارة التي حصل فيها هذا السؤال كانت عمارة في حي شعبي، وكان الجار فيها يسأل جارته (التي يسرق منها الكهرباء) والتي كانت بالمناسبة تتفقد عدادات الكهرباء وهي تلبس (روب). سؤالي بسيط، ما هي احتمالية أن تنزل فتاة تلبس روب لتتفقد عداد الكهرباء في عمارة متواضعة في حي شعبي ويأتي جار لا يعرف جارته ويسألها في أي شقة تسكنين وتجيبه (شقة رقم 7)؟ لربما كان هذا السيناريو وارداً في الأحياء الشعبية المصرية أو التونسية أو أي بلد آخر، لكن في الأردن؟
-          سل أياً من سكان المملكة الأردنيّة الهاشمية، في حال قطعت الكهرباء في منزلك، هل تذهب لجارك لتطلب منه أن تشحن هاتفك الخلوي عنده؟ أضف إلى المعادلة عزيزي المشاهد، أنها فتاة، أضف إلى ذلك أيضاً أنها "لابسة ومتلبسة"...مختصر مفيد.. فش حدا بقعد بدار أبوه هيك، وفيما كان من المفترض أن أفترض أنها "لابسة ومتلبسة" لأنها خارجة فإذاً لا داعي لأن تمر ببيت الجيران لتشحن موبايلها عندهم، وفي حال كانت راجعة من طلعة، فالعرف الاجتماعي يقضي بأن الجيران لا يطلبون طلبات من هذا النوع في هذا الوقت المتأخر.
-          سل أياً من لاعبي طاولة النرد في المملكة، هل يعقل أن ترمي النرد فتأتي الأرقام لتحرك أول حجر، ثم تحرك ثاني حجر من أول خانة في أقصى اليمين إلى آخر خانة في أقصى اليسار؟! هل علمياً ومنطقياً وشوارعياً معقولة؟! أدرك أن هذا تمثيل ولا ينبغي أن يكون واقعياً 100%، ولكن أليس دور المخرج الذي من المفترض أن ينوب عن العامل والعاطل والمحامي والميكانيكي والطفل ولاعب النرد وكل شخصيات أفلامه ممثلاً عنهم وحافظاً لتفاصيلهم الصغيرة التي تمنحهم هاويتهم المميزة، أليس دوره أن يلتفت إلى مثل هذه التفاصيل؟
-          سل أي إنسان طبيعي، ما هي ردة فعلك إذا كنت تمشي مع والدك وشعرت أنه سيقع أو أنّه متألّم:
أ‌)        تركض نحوه أو تحاول أن تسنده وتسأله السؤال البديهي (مالك إشي؟) (شو في؟) الخ
ب‌)    تتصل بـ 911 على طريقة الأفلام الأجنبية
جـ) تقف وتتسمر في مكانك كأن شيئاً لم يكن، وتنتظره ليجلس، ثم تجلس بعيداً عنه
الجواب في فيلم الجمعة الأخيرة هو جـ ! إذن تم التنازل عن ردة الفعل الطبيعية مقابل "صورة" أراد المخرج أن يأخذها للشخصيتان على طرفي الدرج، مستاهلة؟!
                                        

-          عزيزتي الفتاة، هل تلبسين فساتين سهرة عادة وأنت في المنزل؟ إذا كان الجواب نعم، يرجى الانتقال للسؤال الثاني، إذا كان الجواب لا، فأنت غير مؤهلة للظهور في فيلم الجمعة الأخيرة
-          إذا كانت إجابتك للسؤال السابق نعم، فهل تتركين هاتفك الخلوي داخل حقيبة يدك الصغيرة أيضاً؟ نعم؟ مبروك بتربحي معنا.!! بتربحي معنا وسام الممثلة الأردنية التي تأبى أن تظهر في أي لقطة بدون مكياج ولبس "أوفر"، وهو الوسام الأكثر انتشاراً في مسلسلاتنا وأفلامنا، مع الأسف.
                                      

-          في الفيلم، الأب منفصل عن الأم، الولد يعيش مع الأب، الولد يهرب من منزل أبيه وينتقل للعيش مع والدته في منزلها الفخم (منزل زوجها الجديد)، يأتي الأب ليتحدث مع الأم عن مستقبل الولد، هل يعقل أن تكون من أولى النقاط التي تناقشها الأم: "(اسم الولد) بدو كلب على عيد ميلادو.. حابب تشارك؟!" ... لا تعليق!!
-          هل يوجد أي أردني فقير أو غني يذهب إلى مستشفى، وتأتي ممرضة لتأخذ فحص دمه (مشهد كامل طويل لم يضف للقصة أي شيء، بس ما علينا) فتنهي الممرضة عملها والمريض "يبحلق بها مشدوهاً" - مع العلم أنه سافر وعمل في الخارج، يعني شاف بني آدمين- المهم، فتنهي الممرضة عملها وتسجل ملاحظاتها وتذهب دون أن يتم تبادل أي كلمة بين المريض والممرضة؟! يعني أصغر التفاصيل الحياتية والعادات البسيطة تم تجنبها أو سقطت سهواً لسبب لا أستطيع أن أصل إليه.

الآن، أتفهم أن الفيلم يحاول تسليط الضوء على مشاكل اجتماعية متعددة، ولكن لن أقبل كمشاهد أن يتم سلقها سلقاً لمجرد ذكر أكبر عدد منها، ثم إن السرد الغير مباشر الذي استخدمه المخرج (كمقتطفات الأخبار التي كنا نسمعها عن طريق تلفاز الجيران أو الدكان) كانت كثيرة، وفي أغلب الأوقات لم يكن لها أي ارتباط بشخصيات الفيلم أو قراراتهم أو مشاكلهم، عدا المشهد الذي يسرق فيه بطل الفيلم الكهرباء من جيرانه فيما تسرد مذيعة قناة الجزيرة الرياضية خبر تشويش افتتاح كأس العالم من داخل الأردن، لربما كان في التناقض بين مأساته الشخصية ومأساة العالم (التشويش على بث حفل الافتتاح) شيء من سخرية، ولكن فيما عدا هذا المشهد لم أنجح بربط المروِي بالحاصل بتاتاً. أمّا بالنسبة لبعض "الفريمات" وإيقاع الفيلم البطيء في بعض الأحيان، فلم أستطع أن أمنع نفسي –وأنا أشاهد الفيلم!- من أن أقارن بينها وبين لقطات وإيقاع معظم أفلام إيليا سليمان، وفي كل مناظرة بين مشهدين تغلّبت مشاهد إيليا سليمان من ناحية غنى المحتوى (كصورة)، والدلالات  الواضحة أو المبطنة ذات العلاقة بالقصة أو الشخصية.
نقطة أخيرة، بداية ونهاية الفيلم تدور أحداثهما داخل مقبرة، سألوم نفسي على عدم فهم المدلول من ورائها، لكن يراودني هنا حوار من مسرحية شاهدتها مؤخراً مقتبسة عن نص "كارول تشرتشل" يتحدث فيه صانع قبعات إلى زميلته الجديدة في العمل: أنا عملت طاقية تجريدية مؤخراً، كتير حبيتها، بس ما حدا فهمها، فانبسطت كتير.

عزيزي صانع الأفلام الأردني، قسماً إنا بنحبك وبنحترم جهدك، بس بدك تحترم عقلنا كمان.
http://naserz.blogspot.com

Jun 13, 2012

انتخابات الربيع العربي

http://naserz.blogspot.com

Jun 7, 2012

شعب يقرأ يا عزيزي يحيى العبدالله

الفيلم الأردني القصير 6 دقائق هو أحد تلك الأفلام التي تبقى في ذاكرتك متى شاهدته مرة واحدة، قام فيه المخرج الأردني يحيى العبدالله بطرح مجموعة من الأسئلة على عدد كبير من الشباب، كانت الإجابات مضحكة مبكية، وكان الفيلم قد استند إلى دراسة تقول أن الفرد العربي يقرأ ما مجموعه 6 دقائق خلال العام.. خرجت بعدها العديد من الدراسات لتفنّد ذاك الاستنتاج، ولكن البارحة شهدنا في عمّان تظاهرة هي الأولى من نوعها لم تترك لهذا الادعاء أي مجال للإثبات. عزيزي يحيى العبدالله، يسعدني أن أبشرك أن فيلمك الآن هو توثيق – لربما كان دقيقاً- لمرحلة ما، ولكنه لا يصح اليوم، فمرحى لنا جميعاً.
شو القصة؟! أقامت مجموعة انكتاب للقراءة المجتمعية، التي نشأت على فيسبوك كنادي قراءة افتراضي انتقلت جلساته ونقاشاته إلى الأرض بواقع جلستين شهرياً، أقامت معرضاً للكتاب المستعمل يوم الأربعاء 6/6/2012 على دوار باريس في جبل اللويبدة، كانت الفكرة هي تعزيز التشاركية بين محبي القراءة وإتاحة الوصول للكتب للجميع وبسعر زهيد، وهي فكرة يتبناها انكتاب منذ تأسيسه، إذا إن القراءة والنقد لا يجب أن تكون حكراً على طبقة اجتماعية أو ثقافية معيّنة، وبالتأكيد، فإن نظرة انكتاب وأعضائه لمفهوم نشر الثقافة والتشاركية هي أن لا تكون حكراً على نخبة ما.
طلب انكتاب من الناس أن يجمعوا كتبهم التي يودّون إشراكها في المعرض، على أن يكون السقف الأعلى للكتاب هو دينارين فقط، وصل عدد الكتب حتى يومين قبل الموعد 2700 كتاب، باللغتين العربية والإنجليزية بشكل رئيسي بالإضافة إلى العديد من الكتب بلغات أخرى. توقّع المنظمون أن تكفي الكتب المعرض من الساعة الرابعة وحتى التاسعة مساءً، وهو الموعد المعلن عنه، إلاّ أن المفاجأة كانت عندما بدأ الناس بالتجمهر والتجمّع منذ الساعة الواحدة والنصف، ينتظرون تحت أشعة الشمس ليكونوا أوّل الواصلين ليضعوا أيديهم على كتبهم المفضلة، وعندما دقّت الساعة الرابعة، اجتاح دوار باريس مئات المتحمّسين، من شتى الأعمار والفئات والتوجهات، وقد قدّر عدد المشاركين في المعرض بأكثر من ألفي شخص على مدار بضع ساعات، فالمعرض لم يستمر للساعة التاسعة، لأن واقع الحال وضع المنظمين أمام حقيقة أن 80% من الكتب قد نفدت في غضون ربع – نصف ساعة، وهناك من اشتكى من وصوله متأخراً في الساعة الرابعة وخمسة دقائق!
بعد نفاد أول مجموعة من الكتب، انتظر المئات أمام الطاولات الفارغة أن يحين موعد "الوجبة الجديدة" من الكتب في الخامسة والنصف، وقفوا لساعة من الزمن في أماكنهم رافضين التخلي عن مواقعهم الاستراتيجية حتى جاءت الكتب الجديدة، التي نفدت بلمح البصر أيضاً.

نحن شعب لا يقرأ وكلنا نعرف ذلك، أو كنّا، فالذي رأيته البارحة غيّر وجهة نظري تجاه الموضوع 180 درجة، لا أدري ما الذي تغيّر! الجو السياسي؟ توفر الكتب بسعر زهيد وفي مكان عام؟! لا أدري.. لكن أي شخص عرّج على المعرض لخمس دقائق وشاهد الكبار والصغار والـ "حجّات" والـ "ختياريّة" والمراهقين وعيونهم النهمة لإيجاد عنوان يشبع حبهم للقراءة سيوافقني الرأي.
بقي أن أقول أن كل ما يتعلّق بالمعرض كان جهداً تطوعياً بحتاً، من التنظيم، لجمع الكتب وفرزها وتصنيفها وتسعيرها، إلى طاولات العرض والملصقات والمواد الدعائية، إلى المتطوعين الذين وقفوا ساعات في الشمس لينظموا عملية البيع، إلى الماء والشاي والقهوة والعصير، كلها كانت تطوعية بحتة بدافع واحد هو الإيمان المطلق بأهمية القراءة والمشاركة في المجتمع. هذا بالإضافة إلى دعم المركز الثقافي العربي – الأستاذ جمال ناجي الذي يفتح ذراعيه دائماً لانكتاب واجتماعاتهم للقراءة التفاعلية، الذي احتضن الكتب التي وصلت لحين عرضها، وفريق شركة أصداء للعلاقات العامة التي دعمت المعرض إعلامياً بكتابة وتوزيع بيان صحفي بالعربية والإنجليزية على وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية المختلفة مجاناً وتشجيعاً منهم للفكرة، فشكراً لكل من ساهم، وشكراً لكل من دعم، وشكراً لكل من تطوّع وشكراً لكل من حضر، وعلى أمل أن يتكرر المعرض خلال بضعة أشهر في عمّان وخارجها، نراكم.



http://naserz.blogspot.com

Jun 5, 2012

أكثر من 2700 كتاب على دوار باريس

غداً الأربعاء 6/6 سيشهد دوار باريس تجمع أكثر من 2700 كتاب عربي وإنجليزي مستعمل للبيع بأسعار تتراوح ما بين ربع دينار ودينارين كحد أقصى، ما بين الساعة 4 والساعة 9 مساءً.
هذا  أول معرض كتاب مستعمل ينظمه نادي القراءة المجتمعية الذي أفخر بانضمامي إليه، انكتاب، وعلى الأغلب لن يكون الأخير.

الفكرة مش بالسعر، الفكرة بالفكرة، نتشارك، نسهل وصول الكتاب لغيرنا، وفي النهاية كلنا نقرأ.
شاركونا وادعوا أصدقاءكم، حتى اللي ما إلهم عالقراءة.. أنا أؤمن أن منظر الكتب يغري أي إنسان بأن يفتح صفحة في كتاب وينسى نفسه حتى الصفحة الأخيرة.


http://naserz.blogspot.com