Oct 15, 2011

اللامرئيون



تكاثر اللامرئيون، الناس العاديّون الذي سقطو من وعينا الجَمعي إلى أسفل القائمة حتى باتو نقاطاً صغيرة تحوم في فضاءاتنا الطبقيّة مثل الـ.. هسهس! إذا أزعجنا حضورهم صدفة "نكشّهم" بأطراف أصابعنا ونتابع تصنّعنا اليومي.

ذلك الذي ينسّق الورود في محل صغير على ناصية الشارع، يصنع خمسين تحفة طبيعية لتوضع في أواسط طاولات صالة فسيحة في فندق 5 نجوم لاحتفالنا بزواجك المهيب، يحمل عرَقَه بيديه الاثنتين -ضُمّة تلو الأخرى- ليودعها مؤخرة باص صغير ويوصلها إلى الفندق.. لا مرئي بعطر الزهور.

تلك البرتقالة التي تجوب شوارعنا لتكنس أعقاب سجائرنا وقرف لعابنا وعقدنا النفسية التي أفرغناها في زجاجة خمر مكسورة على باب مسجد أو كنيسة، يجرّ خلفه كرتونة سجائر كبيرة كانت ملقاة أيضاً أمام دكّان صغيرة، وبيده الأخرى مكنسة شعثاء، يلوّح بها مرّة للأمام، يصوّب نحو قمامتنا، يُنزل كرتونته باتجاه الأرض، يلوّح بمضرب الجولف نزولاً ويصيب الهدف ليطير ويستقرّ في قعر المستوعَب ويتابع مشيه.. قبل أن يصفق الجمهور.. لا مرئي بعطر الأرض.

أيها اللامرئيون بجميع النكهات، يا غارقين في بحثكم اليومي عن مثقال كرامة، أنا أيضاً لا مرئي .. يكشّني بأطراف أصابعهم من هم فوقي في سلّم الرواتب.. وأمارس غطرستي على من هم دوني. 
تكاثر اللامرئيون... فلا تعذرونا.
http://naserz.blogspot.com