الأستاذ العزيز محمود درويش، في
ذكرى رحيلك الخامسة، بحب أسلّم عليك وأقلّك إنو إلك وحشة، بس بنفس الوقت، يعني
وعسى أن تكرهوا شيئاً... دقيقة تفهمنيش غلط، قصدي يعني منيح إنك رحلت قبل هالكركبة
اللي صارت بالمنطقة، لإنك كمثقف وشاعر الناس كانوا رح يستنوا يسمعوا رأيك باللي
بصير، وعاد الله يعلم شو كان طلع موقفك، مهو الواحد بطّل يعرف يتوقع موقف حدا الله
وكيلك،هي صاحبنا زياد عمل كركبة من موقفه بسوريا، ومارسيل ما حد فاهم عليه، ودريد
لحام مرة بقولو عاليمين مرة بقولو عالشمال، ويعني الواحد بطل عارف مين الصح ومين
الغلط، ومين الصادق ومين اللي كان بتاجر بمشاعر المشعتلين في الأرض وبهمومهم..
حاصله سيدي، برجع وبقول بجوز هيك أحسن، يعني عالأقل لمّا قابلتك كان اللقاء لطيف،
أي نعم اتفاجأت إنك طلعت بني آدم زيّنا وبتحك وجهك وبتشرب مي وبتمشي على رجلتين
ثنتين، والصراحة يعني الصراحة إجاني شعور وقتها إنو "يا ريتني ما شفته"،
برجع بعيد، لإنك طلعت بني آدم زينا، بس يعني هسّا بقول لأ منيح اللي شفتك وسلّمت
عليك، بس مع الأسف (أو مرة ثانية، وعسى أن تكرهوا شيئا..) الصور والفيديو اللي
وزّعت الشباب بمليون محل عشان يلقطولي اياهم معك راحوا، راحوا على هارد دسك ضرب
وما عاد يتصلّح، فبالتالي اللقاء كل ما مر الوقت وخفّت الذاكرة وزاد نشاط المخيّلة
بصير أحلى وأقرب لعدم الواقعية، وهو المطلوب. والكتابين الموقّعين بضلوا إثبات
للزمن، في حال شطحت مخيّلتي زيادة عن اللزوم والناس فكرتني كذاب، بقلّهم
ها..هيّو..شوفوا.. بعدين في نقطة مهمة عزيزي بتخص لقاءنا، إنو كان لحد كبير بعيد
عن التكلّف وببلاش، أي نعم رحت عالموقع قبل بساعتين عشان أحجز أكون بالصف الأول،
بس كان ببلاش.. اللي بدوا ييجي أجا بدون ما يضطر ياخذ قرض أو سلفة من راتبه.. كان
الجو حقيقي وعفوي، زي لمّا زرتك بالمتر وخمسة وسبعين سانتي متر تاعونك، ما كان في
حدا غير أكمّن شغّيل بحفّروا أبصر شو كانوا بسوّوا..شافوني جاي بضمّة هالورد
الأحمر، وقفوا شغل والله، حسيتهم كانوا بستنوني أرفع إدي واقرالك الفاتحة، لحد ما
زهقوا وفقدوا الأمل وكمّلوا شغل.. بس يعني بشكل عام، كل لقاءاتنا لهسّا ذكرياتها
منيحة، وكان بودّي يا استاذ يصير نفس الإشي مع صاحبك أبو المراسيل..بس آخ!
صاحبك أبو المراسيل يا كبير رح
يعمل حفلة بعمّان.. أخيراً..حلم الطفولة سوف يتحقق، رح أحضر مارسيل حي ومباشر يا
محمود (معلش أناديك محمود؟ كوني دايماً بناديك درويش، ما هي دايماً رايحة
عالأساميهم محمد وأحمد ومحمود، وعبد، ما علينا) المهم، قلنا حلم الطفولة والمراهقة
سوف يتحقق، رح نسمع كلماتك من رفيقك في الهواء الطلق وتحت سماء القلعة الأثرية، رح
نغني للحرية والوحدة والوطنية يا سيدي، وستردد الجموع وراء مارسيل عالنوتة والنغمة
الصح، وبكثير من الخشوع كمان، أنا طول عمري نفسي أردد مع الجموع استاذ محمود،
دائماً كنت أحكي إنو الجموع لما تردد مع مارسيل بكون في خشوع قد اللي في مكة، آه
والله هيك بحس، بس حزرك فزرك شو صااااااار؟ رحت عالموقع اللي ببيع تذاكر يا سيدي،
قام بيفتح السمكة...طلعتله التذكرة بـ 120 ليرة... ازبهلّيت أنا! شو 120 ما 120..
شو هالحكي؟ معقول؟ رحنا عصفحة الاستاذ مارسيل عالفيسبوك، قالولك إحنا ما حطينا
الأسعار ونطالب الجهات المختصة وإدارة المهرجان بإنو الأسعار تصبح في متناول
الجميع.. أوكيه إذن، خلينا نشوف ماذا حصل بعد أن استجابت إدارة المهرجان للضغط
الشعبي،
تابع معي استاذي الرسم البياني
1.1 المبيّن أسفله.. يالله معكم قراءة صامتة 3 دقائق.
الشكل 1.1 |
ضع القلم.
أجب عن الأسئلة التالية:
1) ما هي المنطقة اللي
باللّون السكني؟
أ-
عمّونايت ب- خالتونايت ج- أختونايت
2) كم سعر تذكرة
العمّونايت؟
أ-
مش مبيّن، لإنهم لغو الدرجة كلها ب- مش مبيّن لإنو انباعت كلها بـ 120 ليرة ج- مش مبيّن لإنو هذول الفقرا عملولنا قلق،
فبنبيعها للـ VIP
بمعرفتنا
3) جغرافيا: ما هي
المسافة الفاصلة بين إربد وجنوب العقبة؟
أ-
200 كم ب- 300 كم
ج- 400 كم
4) ما هو المنطق؟
إذن استاذي، زي ما إنتا شايف، أنا
الآن في حيرة من أمري، حيث أنني طلعت أول مبارح وصرفت ما مجموعه 50 ليرة على أكل
وحلويات وشرب، تفاهة وبعزقة يعني، ولكن هاي كانت طلعة مع سبق الإصرار والترصّد
للبعزقة والبذخ والإنقراف من الذات، حيث أني قررت إنو كل أكمّن شهر أطلع وأبعزق
وأكون مستهلك حتى النخاع بملء إرادتي نتيجة للعقد النفسية المتراكمة من سنوات
الحرمان، ولكن، كيف بدي أقدر أقنع حالي أدفع نفس المبلغ عشان أروح أحضر مارسيل
خلفية؟ كيف بدي أقدر أفوت بالجو الروحاني المطلوب؟ كيف بدي أقدر أردد مع الجموع
للفقراء والمساكين والمضطهدين في العالم، وأنا بيني وبين المضطهدين في العالم 4
درجات تذاكر؟ كيف بدي أروي مشاعري الثورية وأنا قاعد بمحل هو رب دين الطبقية
كلّها، الناس المرتبة الشبعانة قاعدة بعيييييد قدام، وإحنا، النَوَر والحفرتليّة،
قاعدين ورا؟ كيف؟ كيف رح أصرّخ وأطلب نشيد الخبز والورد وأنا عارف إنو مستحيل يغنيها،
مش بس لإنو بطّل يغني هذول الأغاني، بس يعني عفواً شو رح يكون موقفه قدام جماعة
عمّونايت وهو بقول: لديك ما يكفيك من خبز ولكن ليس ما يكفي جميع الناس، إنّو عيب
ولو!؟
حاصله، صحتين عمارسيل الناس اللي
ما بتعرف من أغانيه غير "أمّي"، اللي بعرفوش أصلاً إنها جزء من عمل
أكبر، صحتين عمارسيل الناس الكول اللي رح نكتشف إنهم وطنيين وثوريين بس كاينيين
مخبيين بقشورهم طول الوقت وهسّا بيّنوا.. وقت الحفلة الكول.. وصحتين عمارسيل كل
المسبّات اللي رح ياكلها من الناس اللي ما معها 10 ليرات تشتري تذكرة أو تلسكوب
فضائي تجيبو معها عالحفلة عشات يقدروا يشوفوه.. أنا مش رايح لو تصحلّي ببلاش، خلي
شوية هالذكريات من أغاني مارسيل مع أبوي وأمي وأنا صغير براسي زي ما همّه أحسنلي.