شحذ العبد سكينه، حمل
طفله ومضى إلى رأس جبل،
وضع النصل على رقبته،
فكان الرب راضياً،
أعفاه من المهمة في
اللحظة الأخيرة، وافتدى ابنه بدابة لا ذنب لها،
ومن يومها، تذبح الدواب
فداءً للبشر، وحباً لله،
أفلم تضحي هذه الأم
كفاية لتفتدي أبناءها؟ أعجب!!
أليس البعد والفراق أشد
ألماً من الموت؟
الموت لحظة، والفراق
موتٌ كل لحظة، والغربة فراقٌ مستمر لا ينتهي،
أفلا يعادل الألم
الجمعي الأرواح التي هُدرت دون أن تسيل دماؤها؟
تلك التي غرقت، وامتلأت
شعابها الصدرية بماء البحر المالح شيئاً فشيئاً؟
ترى يا الله، أتساءل،
أتخلوا عنك في اللحظات الأخيرة أم ظلّوا على يقين؟
أكفروا بعدالة السماء؟
أعني الأطفال، وهم يستنجدون بأهليهم الطافين على سطح الماء؟
أفهموا المغزى أم
تركونا مشوشين؟ أحلامهم.. هل ابتلعها البحر أم ذهبت معهم؟
لإني أنا، عبدك الفقير،
عاجز عن الفهم،
غداً تسيل الدماء،
وتصيح الدواب، وتنوح الأرواح، حزناً على الأضحية القسرية
فطوبى للغارقين بأحلامهم