Oct 31, 2013

بدون حرق أفلام #1

طيب يا جماعة، أنا كنت قررت من فترة (فترة = سنتين ونص) إني أصير أكتب بشكل دوري عن أفلام مستقلة وعالمية (غير الهوليوودية الرائجة، Indi films وكذا..) بشكل دوري، بس ما عملت هاي الحركة غير مرة وتنايطت.. ولكن، وكوني زلمة بقلق راس أي حدا بشوفه بالأفلام، وعندي "مكتبة" صغيرة بالشغل بوزع فيها أفلام عالزملاء عشان يحضروها، قررت أرجّع هاي الفقرة، بس رح تكون بالعربي، عل وعسى أن تصل العدوى لأكبر عدد من الناس اللي مصدرهم الوحيد للأفلام هو التلفزيون ودور السينما، اللي بكون فيها فيلم واحد محترم من بين كل ألف بينعرض.
طبعاً، كوني أنا ضد حرق الأفلام بعنف، ونادراً ما أحضر الفيلم التسويقي لأي فيلم (trailer)، رح أكتب باختصار شديد بدون ما أعطي أي تفاصيل ممكن تسمّلكم بدنكم، هذا وعد.

1-  The Act of Killing
فيلم وثائقي – إنتاج بريطاني نرويجي دينماركي مشترك - 2012

عزيزي المشاهد، ماذا تعرف عن إندونيسيا؟ أنا كنت مفكّر حالي بعرف شوي عن إندونيسيا، جبنا الفيلم، قام بيفتح السمكة...طلعله مفاجأة!! هل كنت تعلم عن الأحداث التي تلت الانقلاب العسكري في إندونيسيا عام 1965؟ ما كنت بتعرف إنو صار انقلاب أصلاً؟ ولا أنا الصراحة..بس مش هون النقطة، النقطة إنو بعد الإنقلاب، كان في قرار بالقضاء على كل الشيوعيين اللي في المنطقة، بس الشيوعيين كانوا كثار، إذاً ماذا نفعل في هاي الحالة؟ فلنقتلهم جميعاً...طيب، مين اللي سوف "يقتلهم جميعاً"؟ قلّك بنجيب ناس (اللي من سنتين ثلاث بينحكا عنهم بالعالم العربي "بلطجية"، مرتزقة، رجال عصابات..الخ)، وبنخليهم يشتغلوا.. برضو الفكرة مش هون، الفيلم ما في النمط الروائي التقليدي بالأفلام الوثائقة، صنّاع الفيلم قرروا يروحوا يدوروا على زعماء هاي الجماعة اللي كانت تذبّح.. ويعملوا معهم لقاءات، ويعرضوا عليهم إنو يعملولهم فيلم، بعيدوا فيه تمثيل اللي صار، وأسلوب المشاهد برضو زي ما بدهم، كاوبوي، موسيقي، دراماتيكي، الخ.. ردة فعلي الأولى كانت: أحّا؟! كيف بدهم يحكو مع ولاد هالحرام المجرمين، من وين بدهم يلقطوهم..أيوا.. هون مربط الفرس، طلعوا الجماعة مش متخبيين أصلاً..بالعكس، يعاملوا معاملة الأبطال. وهون "حلاوة" الفيلم، شوف عاد كيف الجلاّد بشوف الأمور من منظوره، وشوف البشر كيف بعد 50 سنة ممكن يسترجعوا تصرفات معيّنة، وشوف كل واحد منهم (ومنّا) كيف بتعامل مع كل شي عمله، شوف الإنسان لمّا العالم يقرر إنو السياق اللي عمل فيه شيء معيّن هو "OK" بصدق إنو "OK"، وشوف إذا الضمير ممكن يصحا، أو يضل غايب، أصلاً شوف إذا كان الضمير طبيعة عند كل الناس ولاّ في ناس بيجوا بدونه.. شوف..إحضر..إقرف، لإنك رح تقرف، مش من المناظر المقرفة لإنو الفيلم ما بيعتمد على هذا الأسلوب، إنتا رح تقرف من اللي صار بشكل عام، وفكّر.


2- Tomboy
فرنسا – 2011

بتتذكر البنت الحسن صبي اللي كانت بالحارة؟ بتتذكر الولد اللي كان بلعب مع البنات بعدين بطّل؟ إحنا متى بندرك إنو في أشياء مفروض تكون للأولاد وأشياء مفروض تكون للبنات بس؟ قضية الجندر والجنس والتصرفات "الطبيعية" وغيرها شو بحددها؟ لو زتينا 10 أطفال عجزيرة وعاشوا مع بعض، بيخلقوا هاي القوانين المجتمعية الموجودة اليوم؟ الفيلم بحكي قصة عائلة بتنتقل لتعيش بمكان جديد، العائلة فيها بنت صغيرة، أطفال المنطقة الجديدة معظهم أولاد ذكور، وفي بنات، البنت اللي نقلت جديد شو ممكن تعمل عشان تكسب أصدقاء بسرعة؟ شوف الفيلم وتفكّر يا رعاك الله.


3- Das Experiment
ألمانيا – 2001

في مرّة بروفيسور بجامعة أمريكية، قال بدي أعمل تجربة، شو بصير إذا بنجيب متطوعين في التجربة وبنقسمهم نصّين، نص يمثلوا إنهم شرطة، ونص يمثلوا إنهم مساجين؟ هاي التجربة توقّفت بعد فترة وما اتكمّلت. الفيلم باختصار هو هاي الفكرة، بناء على المشاهدات اللي صارت في التجربة.. مع إنه المساجين والشرطة إلهم واضحة الأمور بالنسبة إلهم من ناحية شو رح يصير، شو القوانين العامة للتجربة، وشو المسموح وشو الممنوع.. بس شو بصير عاد؟ هذا ما سنعرفه في الفيلم.. إحنا البشر كائنات عجيبة عفكرة، الفيلم بشكل عام بخليك تفكر بمبدأ السلطة والخضوع والتحكّم، بس أكثر من هيك بخليك تفكر بالبني آدمين، وشو يعني ضوابط أخلاقية، وإيمتا بتروح وإيمتا بتيجي، وقديش هي شيء حقيقي أو وهم إحنا بنقنع حالنا فيه وبنهرب منه بأول فرصة بتصحّلنا..وليش أصلاً بنعمل هيك!
الفيلم بس جبته الصوت شلّف عن الصورة والترجمة شلّفت عن الصوت بعد 10 دقايق بالفيلم، بس كمّلته للآخر معفشك.. طبعاً ما تخربطو وتجيبو فيلم (The Experiment) الأمريكي، لإنو هوليوود أحب ما عليها تمسك إشي حلو عمله حد ثاني وتشل أمله بحركاتها الهوليووديه اللي بتقلب المعدة (عشان ما نعمم، خلينا نحكي 99% من المرّات)، مع إنو الفيلم بطولة الرائع "فوريست ويتيكر"، بس سيبوكو منّه، إلاّ إذا حابين تشوفوا الفرق بين النسختين، بس إحضروا الألماني أوّل.


ملاحظة أخيرة، إذا كنت من النوع اللي مش متعوّد يحضر هاي الأفلام، أعطيها فرصة، رح تفتح عحالك باب ما كنت عارف إنه موجود، تعريفك لكلمة "فيلم" رح يتغيّر، ما بقول إنه الأفلام الأمريكية كخة وبتنحضرش، بس في عاااالم آخر وأساليب مختلفة لكل منطقة، من ناحية القصة وأسلوب السرد وطبعاً الإخراج والخ الخ الخ.. فطوّلوا بالكم، وأعطوا الأفلام العالمية فرصة، وزي ما تعودتوا تقرأوا ترجمة والحكي انجليزي، رح تتعودوا تسمعوا لغات ثانية وتستمتعوا بالفيلم. معظم الأفلام اللي رح أكتب عنها موجودة في البلد أو عالإنترنت.
نراكم.