Dec 14, 2013

أنا وأبو عبندة والحمار الثلجي


بجوز الخبر الوحيد عن المنخفض اللي انبسطت لمّا سمعته السنة... لإنو المهم إنه مش زي ثلجة الثلاثة وتسعين.. لإنّا بثلجة الثلاثة وتسعين كنّا صغار، مكيفين، مش سائلين، لا قلقانين بتقنين استخدام الصوبة بعد استنفاد الجرة الثانية، ولا بالخبز (اللي ما اشترينا منه ١٥ كيلو) ولا بالدكاكين فتحت ولا ما فتحت، ولا بـ presentation يوم الإثنين اللي الله يستر شو رح يصير فيها.. ولا بالفيزا اللي كل يوم تأخير وعطلة بهدد إنها تطلعلي في الوقت المناسب... كنّا صغار، مكيفين، مش سائلين.. مش فاهمين أصلاً.. ولا بنعرف مين أبو عبندة.. كل اللي بنعرفه إنه الدنيا ثلج! وإنو أبو عبندة زبطت معه المرّة.. كان أبو عبندة مذيع النشرة الجويّة في التلفزيون الأردني رجل الساعة!
حديقة الشورى بالذراع محل ما كنّا ساكنين بالذراع كانت إشي ساحر، الترابية اللي كنّا نلعب فيها قدم مع "النتاتفة" والشجرة اللي طالعة بنص الملعب كانت حلوة لأوّل مرّة..   كل إشي كان حلو .. وأهم إشي.. كان أبوي موجود، وأمي بصحتها قبل ما تهد الأدوية حيلها، و"عمّو سالم" وولاده أجو عنّا، ودار الدكتور محمود، ودار أبو فادي... وطلعنا كلنا ولعبنا بالثلج... وأبوي عمللنا حمار ثلجي :) لإنو كان هيك.. دايماً بشوف الأمور من زاوية ثانية لمّا الكل يكون شايفها من زاوية وحدة.

صراحة.. كل مرّة بتثلّج، بكون بيني وبين حالي خايف تطلع أخبار تحكي إنو هاي الثلجة أقوى من ثلجة الثلاثة وتسعين و"تتفوّق" على الثلجة اللي كل سنة بنحكي عنها وبنتذكرها وبنقارن فيها، بخاف يصير في ثلجة الألفين وإشي وتختفي "الثلجة الكبيرة" من ذاكرتنا الجمعية.. الثلجة اللي ما كان فيها صور موبايلات ولا فيسبوك ولا live updates.. الثلجة اللي عالأغلب كل ما مر وقت أكثر عليها بتصير أحلى براسك.. الثلجة اللي كنت فيها ولد صغير، مكيّف، مش سائل، مع أبوي وأمّي.