
بعدين حب الكوميديان يعطينا
معلومة إنو البنات اللي بشتغلو بالأدفيرتايزنغ دايماً حلوين، مرة ثانية، تأكيد على
فكرة إنو البنت "الحلوة" اللي بتشتغل بالأدفيرتايزنغ ما اشتغلت لإنو
براسها في مخ، بس لإنها حلوة، أو عالأقل تلميح بهالاتجاه، تلميح مقرف وينم عن جهل
ونظرة مهينة برأيي لكل بنت شملها بهالقصة، بتدعّم الصورة النمطية للمرأة الحلوة
اللي بتقدر توصل في حياتها العملية على عكس البنت "اللي مش حلوة"، طبعاً
أنا بفترض الكوميديان لما يحكي مقطع هيك يكون في نقد مبطّن للموضوع، زي
الكوميديانات اللي بنقدو العنصرية والسكسزم بطريقة مضحكة، بس لأ، ألموضوع كان عرض
حقائق وسيناريوهات مش أكثر، يعني بافتراض إنها مسلّمات وهو بحكيلنا اياها واحنا
لازم نضحك.. أنا بشتغل بالأدفيرتايزنغ، وعندي زميلات مبدعات وذكيّات وبتحملو
مسؤولية قد 100 شب، آخر إشي ممكن توصفها فيه إنها حلوة ولا مش حلوة، أًصلاً
المعيار هذا لازم يلتغى كله على بعضه.
بعدين فات بالجزء الأكثر دسامة
بالعرض، واللي كان يتمحور حول قديش البنات غبيّات وهبايل، قديش همه هبايل لما
يحضرو كرة قدم، وبعرفوش يحكو "نشامى"، وكيف إنهم بعرفوش إنو اللي لابس
أسود هو حارس المرمى، واللي لابس أصفر هو الحكم، ويعني.. كمشة "نكت"
ملهاش طعم بتعزز الصورة النمطية الغلط التي تفترض أن البنت عبارة عن مخلوق أحمق،
ما بفهم بقصص "الشباب"، وما كان ضايل يحكي غير إنو مكانها هو المطبخ.
طبعاً جهبذ كرة القدم مش منتبه إنو الأردن رح تستضيف كأس العالم للناشئات بـ 2016،
يعني الله يعين هالناشئات اللي عنّا.. مش عارف من وين بجيبو هالعزيمة يكمّلو وكل
حد حواليهم بفترض إنهم عاهات.. وأكيد نسي إنو عنّا بطلات تايكوندو وملاكمة وسباقات
سيارات جابو ميداليات للأردن ما جابها حد، وإنو عنّا بنات بطلعو إيفيريست وبتسلقوا
وفيهم حيل أكثر من 10 شباب واقفين عالرصيف بصنّفو : هاي شقفة، هاي شطب..أو بكتبو
نكت عن تخلّف البنات الرياضي.
الفكرة وين بس.. الفكرة اللي
جابتني كتاف ما كانت النكت، قد ما كانت ردة فعل الناس، وتحديداً البنات، لمّا
كانوا يضحكوا ويزقّفوا.. ويسلموا عالأخ ويتصوّروا معه، كأنهم بحكوله:
برافو..تابع..استمر.. كإنو ما عندهم مشكلة معه، لأ، لازم يكون عندك مشكلة معه،
كلنا لازم يكون عنا مشكلة معه، مش مع شخص نديم، اللي برأيي وظف موهبته بطريقة
خاطئة، لإنو نكته الباقية تبعة الرغيف السخن وأكم من نكتة عن حياتنا وواقعنا كانو
فعلياً لطيفين، لازم يكون عنّا مشكلة بالفكر هذا كله، اللي بينتج كوميديا هيك،
مسلسلات هيك، أغاني هيك، وبالنهاية حياة هيك. لا تزقّف للعنصرية، لا تزقّف للسكسزم،
لا تزقّف للصورة النمطية، إنتا أو إنتي اليوم بتضحك لنكتة بتحكي إنو البنت غبية،
طيب ما أمّك أنثى، مش أنثى أمّك؟ الأخت أنثى، الحبيبة أنثى، بناتك بكرا بدك يكونوا
بمجتمع بينظر للبنت إنها إما "شقفة" أو "شطب" بغض النظر عن أي
إِي ثاني إلو معنى؟ وأهم إشي، عزيزتي البنت: إنتي أنثى مش هيك؟ أقل ما فيها، أقل
ما فيها، إنتي قولي لأ.