بجوز
الخبر الوحيد عن المنخفض اللي انبسطت لمّا سمعته السنة... لإنو المهم إنه مش زي ثلجة
الثلاثة وتسعين.. لإنّا بثلجة الثلاثة وتسعين كنّا صغار، مكيفين، مش سائلين، لا
قلقانين بتقنين استخدام الصوبة بعد استنفاد الجرة الثانية، ولا بالخبز (اللي ما
اشترينا منه ١٥ كيلو) ولا بالدكاكين فتحت ولا ما فتحت، ولا بـ presentation
يوم الإثنين اللي الله يستر شو رح يصير فيها.. ولا بالفيزا اللي كل يوم تأخير
وعطلة بهدد إنها تطلعلي في الوقت المناسب... كنّا صغار، مكيفين، مش سائلين.. مش
فاهمين أصلاً.. ولا بنعرف مين أبو عبندة.. كل اللي بنعرفه إنه الدنيا ثلج! وإنو أبو عبندة زبطت معه المرّة.. كان أبو عبندة مذيع النشرة الجويّة في التلفزيون الأردني رجل الساعة!
حديقة الشورى بالذراع محل ما كنّا
ساكنين بالذراع كانت إشي ساحر، الترابية اللي كنّا نلعب فيها قدم مع
"النتاتفة" والشجرة اللي طالعة بنص الملعب كانت حلوة لأوّل مرّة..
كل إشي كان حلو .. وأهم إشي.. كان أبوي
موجود، وأمي بصحتها قبل ما تهد الأدوية حيلها، و"عمّو سالم" وولاده أجو
عنّا، ودار الدكتور محمود، ودار أبو فادي... وطلعنا كلنا ولعبنا بالثلج... وأبوي
عمللنا حمار ثلجي :) لإنو كان هيك.. دايماً بشوف الأمور من زاوية ثانية لمّا الكل
يكون شايفها من زاوية وحدة.
صراحة..
كل مرّة بتثلّج، بكون بيني وبين حالي خايف تطلع أخبار تحكي إنو هاي الثلجة أقوى من
ثلجة الثلاثة وتسعين و"تتفوّق" على الثلجة اللي كل سنة بنحكي عنها وبنتذكرها وبنقارن فيها، بخاف يصير في ثلجة الألفين وإشي وتختفي "الثلجة الكبيرة" من ذاكرتنا الجمعية.. الثلجة اللي ما كان فيها صور موبايلات ولا فيسبوك ولا live updates.. الثلجة اللي عالأغلب كل ما مر وقت أكثر عليها بتصير أحلى براسك.. الثلجة اللي كنت فيها ولد صغير، مكيّف،
مش سائل، مع أبوي وأمّي.
قبل كم يوم، حضرت "ستاند اب
كوميدي" لأحد الشباب الأردنيين، اسمه نديم المصري، الشب كنت شايفه عاليوتيوب
بشخصية (أبو ماريو) الميكانيكي، حشاش الشب وخفيف دم، بس ما كنت حاضره وهو بعمل
ستانداب، ويا ريت ما حضرته صراحة، بداية، أكثر من نص نكته كانو عن البنات، بداية
بإنو "بتعرفو كل ما نروح محل، دايماً في بنات حلوين" يعني من أوّلها
أعطاك اياها، البنات يا حلوين يا مش حلوين، وحكى كم نكته ما بضحكو نهائياً عن
البنات الحلوين وكيف مش لازم كل مكان يكون فيه بنات حلوين لإنه مشكلة إذا كانت
الصيدلانية بنت حلوة، لإنو مش رح يعرف يطلب منها دوا للباصور، عارفين إنتو... لإنو
الصيدلانية اللي درست وأكلت روح الخل وهي بتحفظ كل نباتات العالم وشو بتعمل وبعرفش
شو لازم تكون "مش حلوة" عشان تقدر تكون صيدلانية مريحة نفسياً..أيوا!
كانت رايحة عن بالي هاي، مش إنو البنت الصيدلانية متوقع منها تكون "بروفيشينال"
وتتعامل مع مشاكلك زي أي بني آدم ثاني، لإنها كفؤة وعندها مخ عالأغلب بستوعب
كثييييير أكثر من مخّك (بس بالمقارنة بكمية المعلومات اللي لازم تهضمها عشان تصير
صيدلانية مبدأياً)، لأ، هي عبارة عن إشي "مزة" أو "شطب"، هي
هيك البنت، مخلوق بتتطلع عليه من بعيد وحضرتك بتعطيها علامة من 10 على مقياس
الجمال الخاص فيك. عاد صيدلانية ولا طبيبة ولا أمينة مكتبة أكيد عند هاي العقلية
ما بفرق، لإنو النكتة السمجة كان ممكن تكون عن أمينة مكتبة (تخيّل إنو أمينة
المكتبة شقفة، وانتا بدك كتاب عن تحسين حياتك الاجتماعية، كيف بدك تطلبه منها
وتبين إنك فاشل بالحياة قدامها) هاها ها ها ها .. بس هو صراحة النوعية هاي بشك
إنها توصل مكتبة مبدأياً، وأكيد النكتة ما كانت رح تكون عن كتاب حياة اجتماعية،
كانت رح تكون عن كتاب (تحفة العروس) عشان العقد الجنسية لما تجتمع مع العقد
الأبوية والسكسزمية بتعمل فرقعة كبيرة أوي أوي.
بعدين حب الكوميديان يعطينا
معلومة إنو البنات اللي بشتغلو بالأدفيرتايزنغ دايماً حلوين، مرة ثانية، تأكيد على
فكرة إنو البنت "الحلوة" اللي بتشتغل بالأدفيرتايزنغ ما اشتغلت لإنو
براسها في مخ، بس لإنها حلوة، أو عالأقل تلميح بهالاتجاه، تلميح مقرف وينم عن جهل
ونظرة مهينة برأيي لكل بنت شملها بهالقصة، بتدعّم الصورة النمطية للمرأة الحلوة
اللي بتقدر توصل في حياتها العملية على عكس البنت "اللي مش حلوة"، طبعاً
أنا بفترض الكوميديان لما يحكي مقطع هيك يكون في نقد مبطّن للموضوع، زي
الكوميديانات اللي بنقدو العنصرية والسكسزم بطريقة مضحكة، بس لأ، ألموضوع كان عرض
حقائق وسيناريوهات مش أكثر، يعني بافتراض إنها مسلّمات وهو بحكيلنا اياها واحنا
لازم نضحك.. أنا بشتغل بالأدفيرتايزنغ، وعندي زميلات مبدعات وذكيّات وبتحملو
مسؤولية قد 100 شب، آخر إشي ممكن توصفها فيه إنها حلوة ولا مش حلوة، أًصلاً
المعيار هذا لازم يلتغى كله على بعضه.
بعدين فات بالجزء الأكثر دسامة
بالعرض، واللي كان يتمحور حول قديش البنات غبيّات وهبايل، قديش همه هبايل لما
يحضرو كرة قدم، وبعرفوش يحكو "نشامى"، وكيف إنهم بعرفوش إنو اللي لابس
أسود هو حارس المرمى، واللي لابس أصفر هو الحكم، ويعني.. كمشة "نكت"
ملهاش طعم بتعزز الصورة النمطية الغلط التي تفترض أن البنت عبارة عن مخلوق أحمق،
ما بفهم بقصص "الشباب"، وما كان ضايل يحكي غير إنو مكانها هو المطبخ.
طبعاً جهبذ كرة القدم مش منتبه إنو الأردن رح تستضيف كأس العالم للناشئات بـ 2016،
يعني الله يعين هالناشئات اللي عنّا.. مش عارف من وين بجيبو هالعزيمة يكمّلو وكل
حد حواليهم بفترض إنهم عاهات.. وأكيد نسي إنو عنّا بطلات تايكوندو وملاكمة وسباقات
سيارات جابو ميداليات للأردن ما جابها حد، وإنو عنّا بنات بطلعو إيفيريست وبتسلقوا
وفيهم حيل أكثر من 10 شباب واقفين عالرصيف بصنّفو : هاي شقفة، هاي شطب..أو بكتبو
نكت عن تخلّف البنات الرياضي.
الفكرة وين بس.. الفكرة اللي
جابتني كتاف ما كانت النكت، قد ما كانت ردة فعل الناس، وتحديداً البنات، لمّا
كانوا يضحكوا ويزقّفوا.. ويسلموا عالأخ ويتصوّروا معه، كأنهم بحكوله:
برافو..تابع..استمر.. كإنو ما عندهم مشكلة معه، لأ، لازم يكون عندك مشكلة معه،
كلنا لازم يكون عنا مشكلة معه، مش مع شخص نديم، اللي برأيي وظف موهبته بطريقة
خاطئة، لإنو نكته الباقية تبعة الرغيف السخن وأكم من نكتة عن حياتنا وواقعنا كانو
فعلياً لطيفين، لازم يكون عنّا مشكلة بالفكر هذا كله، اللي بينتج كوميديا هيك،
مسلسلات هيك، أغاني هيك، وبالنهاية حياة هيك. لا تزقّف للعنصرية، لا تزقّف للسكسزم،
لا تزقّف للصورة النمطية، إنتا أو إنتي اليوم بتضحك لنكتة بتحكي إنو البنت غبية،
طيب ما أمّك أنثى، مش أنثى أمّك؟ الأخت أنثى، الحبيبة أنثى، بناتك بكرا بدك يكونوا
بمجتمع بينظر للبنت إنها إما "شقفة" أو "شطب" بغض النظر عن أي
إِي ثاني إلو معنى؟ وأهم إشي، عزيزتي البنت: إنتي أنثى مش هيك؟ أقل ما فيها، أقل
ما فيها، إنتي قولي لأ.
يمشي شاب يلبس تي شيرت (لوني تونز) وشورت متسنكحاً بين
الكليّات، يستوقفه إعلان في (شارع النَوَر) على إحدى الأشجار التي صمدت في وجه
العاصفة الثلجية ذاك الشتاء، تزبهل عيناه ويتحمّس لما قرأه.
المشهد الثاني/ خارجي ليلي/ صالة عرض
يجلس الشاب على أحد الكراسي في صف فارغ، وحيداً، بعد أن
فشل بإقناع أصدقائه بالذهاب معه لاكتشاف هذا الشيء الغريب، مهرجان الأفلام المش
هوليودية، كان قد فشل سابقاً بجرّ أي منهم لعروض الأفلام في عبد الحميد شومان، لا
جديد.
انتهى الفيلم، عادت الأنوار، كان عدد الحضور قد قل، بعد
انسحاب مجموعة اعترضت أخلاقياً على أحد المشاهد!
المشهد الثالث/ داخلي ليلي/ غرفة منزل
بعد ردح من السنين، وكثير من مهرجانات السينما الدولية،
وبعد العثور على مدونة "ضجيج / يزن أشقر" وتكوين ما يبدوا أنه ذائقة
معيّنة للأفلام غير التجارية. يرسل أحد الأصدقاء رابطاً لتحميل فيلم فرنسي
"حلو"، يكتشف الشاب أن الفيلم سيعرض في مهرجان الفيلم الأوروبي، يفضل
مشاهدته هناك.
المشهد الرابع/ داخلي/ مكتب عمل
يجلس الشاب وصفحة بيضاء على الشاشة أمامه، يشعر أن هذه
المناسبة لا يجب أن تمر دون أن يشعبر عن معابره للهيئة الملكيّة للأفلام في ذكرى
تأسيسها العاشرة، يشف شفّة قهوة من كوب خاص بمهرجان الفيلم الأوروبي الرابع
والعشرين، كان قد سلبطه من مكاتب الهيئة في إحدى زياته لهم للإعداد لتقديم بعض
الأفلام في تلك الدورة. يبدأ الكتابة، ثم ينتهي إلى نتيجة: لا بد أن ألتحق بإحدى
ورشات التدريب لكتابة السيناريو التي يقومون بها.
بطاقة الجسور
الصفراء لمن لا يعرف، تصرف للأردني المقيم (أو المولود) في الأردن ذو الأصول
الفلسطينية الذي يحمل هوية فلسطينية نتيجة "لم شمل" أو غيره، زي حالاتي،
والحامل لهذه البطاقة وضعه مضحك بعض الشيء، من ناحية أنّه يُعرّف دائماً نسبة
للآخر، بمعنى:
وأنت في الأردن:
أنت أردني من أصل فلسطيني، يمكن للبعض أن يصفك بـ: فلسطيني. وهذه حقيقة.
وأنت في فلسطين:
أنت فلسطيني أردني، أو الأكثر شيوعاً: أردني، أو، من عمّان. وهذه حقيقة أيضاً.
إذاً: لا هون
ولا هون أنا "شي واحد"، أنا دائماً "نصف شيء" +"نصف شيء آخر"
مطلوب منّي أجاهد لإثبات انتمائي لأحد الطرفين. طبعاً أنا أعتبر نفسي محظوظ،
ودائماً أشبه الأمر بالذي حبته الحياة بوالدتين حقيقيتين، بعرفش ليش ما عمره خطرلي
أشبه الأردن وفلسطين بأب وأم، يمكن لأني منحاز للأمهات بشكل عام، ولكن هذه الحقيقة
يترتب عليها شويّة أشياء أخرى:
وأنا في الأردن:
أنتقد الأردن، كوني أردني لي ما لي وعلي ما علي، وإلى حد ما أتّخذ موقف دفاعي
"عام" بالنسبة لفلسطين ككل.
وأنا في فلسطين:
ما بخلّي.. لا لفتح، ولا حماس، ولا يسار ولا طعريس. وإلى حد كبير جداً أتّخذ موقف
دفاعي شرس بالنسبة للأردن.
يعني سواءً أنا
في الأردن أو في فلسطين، تلقائياً البلد الثانية تصبح كفرد من أفراد عائلتي؛ وأنا
معهم ممكن نحكي بصراحة ونسب على بعض، وأنا مع حدا من برّا العيلة، عيلتي تمام
التمام ومحدش يتفلسف! وطبعاً هذا الموضوع يبدأ بالسياسة ويمر بالجو والحياة
والشوارع وال وال وال حتى المنسف، في فلسطين بيزعلو الناس مني بس أحكي إنو المنسف
بالأردن أزكى، وبالأردن بعاني وأنا أقنع بعض الناس إنو المنسف أكلة موجودة في
فلسطين من زمان!
كمان مفارقة
مضحكة شوي، وأنا في الأردن أنا أعتبر (حسب تصريح الاحتلال) خارج من الأراضي
الفلسطينية، وعندما أذهب في زيارة أكون قد "عدت" إلى فلسطين وعلي
استصدار تصريح عبور جديد. فيما بالنسبة للأردن، عندما أذهب إلى فلسطين أكون قد
"غادرت" الأردن وعند انتهاء الإجازة أكون قد "عدت" إلى
الأردن... إذاً على عكس باقي خلق الله الذين يغادرون مكاناً واحداً ثم يعودون
إليه، أنا في حالة مغادرة وعودة مستمرة، حالة اللاحالة، فيها بشلن سريالية، مثل
قطة شرودنغر التي وضعها داخل صندوق فيه سم ينطلق بشكل آلي، إذاً حتى رفع الصندوق
والتأكد من حالة القطة تعتبر القطة على قيد الحياة وميتة في آن معاً.
من يوم الجمعة اللي كان الهاشتاغ
تبعها #AngryJordan قبل ما يصير #ReformJo
لحد اليوم الساعة 11 (قبل ما أوصل الحسيني) وأنا الصورة عن اللي بصير بالشارع
واضحة براسي:
الشعب يريد إصلاح النظام
النظام بتململ، شوي بشد الإصلاح
شوي بخف
الشعب يريد إصلاح النظام
النظام والإخوان بلعبو سوا سوا
الشعب يريد إصلاح النظام
حلقة جديدة
الشعب يريد إصلاح النظام
حلقة معادة
وهكذا دواليك، العامل المشترك كان
دائماً إنو الشعب يريد إصلاح النظام، الشعب اللي بتظاهر شعب منضبط، ودائماً وأبداً
الأردن ومصلحة الأردن بين عيونّا، ممكن أختلف معك بالنسبة لتقييمي لأداء الدولة في
اتجاه الإصلاح 180 درجة، أو حتى ممكن إنتا تشوف إنها بتعمل كفاية وأنا شايفها ما
بتعمل إشي، بس إحنا الاثنين متفقين إنو لازم يصير إصلاح، وإحنا الاثنين متفقين إنو
النظام ممكن إصلاحه والكل هيك بيكسب، بتضل بلدنا مستقرة وكلنا بنروّح على بيوتنا
وبنّام متطمنين...
اليوم اللي شفته بالحسيني كان
صدمة، من الآخر، هذول آخر ثلاث أيام غيّروا الوضع بشكل عنيف، يعني قاعد بهالمظاهرة
ومش عارف أرد ورا أي هتاف، ومش لحالي، كثير من الوجوه اللي بتشوفهم بمعظم
المظاهرات نفس الإشي واقفين بس بردوش، ما هو يا تكبير وقصص إسلامية، يا شعارات
يعني لو إني ما سمعتها بنفسي بصدقش إنها بتنحكى قاعدة بوسط عمّان! اللي صعقني
كميّة الناس اللي هتفت هاي الشعارات، أعداد مش بسيطة، زمان كان إذا بطلع واحد بحيد
عن الشعارات المتوافق عليها (شعبياً خلينا نحكي)، كانت الناس ما ترد من وراه،
ويسكتوه، كان يصيرلو حالة إقصاء طبيعية زي لمّا جسم غريب يفوت على جسم الإنسان، بس
اليوم اللي عالمايك كان يهتف بربع ليرة الناس ترد منها لحالها بثلاث ليرات ونص!
معي؟! أنا كنت واقف ملخوم الصراحة.. واضح إنو في جزء كبير من الناس فقعت معه وصار
حاسس إنو التغيير الجذري هو الحل الوحيد، ومش بس حاسس، لأ بعبر وبطالب..
أنا من الناس اللي بعرفهم، سواء
يعتبروا حراك أو مواليين مع تحفظي عالتسميتين، بعرف إنو الشعور العام عندهم إنو
لأ، بدناش إسقاط نظام ولا بطيخ، بدنا البلد اتضل متماسكة وبخير، والحلو إنو في
حالة جميلة من وضع الخلافات الصغيرة على جنب وتكاتف بين كثير أطراف ما كنت أتوقع
أشوفهم بيوم من الأيام متفقين على إشي، هاي الحالة موجودة ومنتشرة بين كثير شباب،
بدهم الأردن تضل بخير وما يتزعزع أمنها، بنفس الوقت كلهم بتفقوا إنو إجراءات
الحكومة الأخيرة بتطلّع الإنسان عن دينه، ولذلك
أولاً: إحنا، الناس العاقلين،
الوطنيين، لازم نهدّي الوضع ونفكر بمنطق ونتصرف بوعي، مش لازم حد فينا ينجر لأي
تصرف استفزازي ولا يوقع بأي فخ ممكن تكون تبعاته سلبية علينا كلنا.
ثانياً: الحكومة والدولة لازم
يشوفولهم حل، تظلك راكب المواطن الكحيان عشان يدفع ثمن سياسات سيئة وفاشلة مش حل!
والناس والعقل والمنطق ما بيقبله.. بعرفش شو بدك تسوي يا دولة بس بدكو تطلعو بحل
تمتصو غضب هالعالم وتجيبو مصاري من أي مصدر ثاني غير جيبة المواطن الكحيان!!!
إذا الوضع تأزّم أكثر من اللي
شفتو اليوم النتيجة مش رح تكون إشي أي حدا فينا بيتمناه... أنا مش عارف من مين
قاعد بطلب.. أنا أصلاً لسا قاعد بحاول أستوعب الوضع بس بصراحة حاس حالي زي اللي
بلاخم ببركة مي وهو يا دوب بعرف يسبح.. في توهان براسي...حطو الأردن أولاً بعقولكو
وبقلوبكو..
مع الاعتذار من معتقلي الرأي عن هذا "التضامن" الضعيف .. فلقد كتبت ومحيت أكثر من مرة، ورسمت وتراجعت وعدّلت وبدّلت أكثر من مرّة .. وأنتم ما أنتم في السجن إلاّ لأنكم ترفضون أن تصمتوا.. أمّا أنا، فاليأس والقرف عششا في رأسي..
لربما لن يفهم تخاطبنا هذا
الكثيرون، ولربما فكّر أحدهم "فاقد".. وربما أكون، ولكنّي وبكل صدق أحمل
لك الكثير في قلبي، وقد فكّرت اليوم، لربما سيأتي الوقت الذي لا تعودين فيه
"متاحة" وتنغلق أبوابك في وجهي، فتضيع الفرصة لأعبر لك عن مشاعري، نعم
مشاعري الإنسانية التي أكنّها لك أنت الافتراضية والمتصرفة بأمري وبمزاجي، فدعيني
أتواضع قليلاً وأدوّن فيك لربما تدوينة أخيرة أو قبل أخيرة أو حتى يُقرّ القانون
الجديد فلا أجد لك رئيس تحرير مخضرم، ولا أستصدر لك رخصة مزاولة للمهنة، ولا أكلّف
نفسي عناء مراقبة التعليقات وأرشفتها، فكما تعرفين، تحمل الكثير من صفحاتك سباً
وقدحاً وذمّاً طالني من طُفيليات تحمل أشباه آراء فتركتها، لأننا اتفقنا منذ
البداية أنّك حرّة خالصة، فلا تعترضين على ما أقول، ولا أعترض على زوّارك. أمّا
وقد أصبحت مهددة بأن تصبحي بيتاً مهجوراً آخر في هذا الفضاء المفتوح، فدعيني أُسر
لك بما لا تعرفيه عن نفسك.. فقد وُلِدت فكرة تكوينك في رحم ليلة في بلد غريب، كنت
أبحث فيه عن وطني عبر شاشة ولوحة مفاتيح، أتعرفين ذاك الشعور؟ كالباحث عن ذرة
أكسجين لحظة الاختناق؟ ليلتها وجدت العديد ممّن يشبهونك لأناس اكتشفوك قبلي بكثير،
سحبني عالم المدوّنات لليال متتالية، أقرأ محتواها وأرشيفاتها وتعليقاتها، فتأخذني
للحارة، ووسط البلد والبسطات والأسعار والأخبار وووو.. وبلا أدنى تخطيط مسبق، قررت
فكرتان في رأسي التزاوج وولدت أنت، ولا أعرف كيف كبرتِ وكيف ازداد زوّارك، ولكنّي
أعرف أنّك أصبحتي بيت أفكاري، في الغربة أولاً؛ أرسل للوطن معك أشواقي وحبي
ومغامراتي، وفي الوطن ثانياً؛ ملاذي وموطن آمالي لغد أفضل نفخر به معاً.
ومن خلالك عرفت أناساً جميلين، مدوّنين
وقارئين، ومن خلالك أرسلت الرسائل لوالدي في العالم الآخر، ودوّنت في ثناياكي أتفه
أفكاري وأكثرها نضوجاً، ولربما تستغربين عندما أقول أنّك لعبت دوراً لن تصدقيه في
مجرى حياتي، فلولاكي، لكنت على الأغلب جالساً خلف مكتب ألبس قميصاً وبنطالاً وربطة
عنق أدقق أرقاماً وحسابات مالية "اكتوارية"، ولكن ولحظي السعيد، أحدهم
وجدك في يوم من الأيام وعرض علي عملاً أكتب فيه كما أكتب فيك وألبس فيه الجينز!
فشكراً جزيلاً لك على هذا المعروف، فلم أكن يوماً ممن يتقنون فن ربطات العنق، ولا
تلميع الأحذية الرسمية!
وبما أن هذه الرسالة خاصة فلا
مانع من الإطالة، فلتعرفي أيضاً أنني وبفضلك تواصلت مع كثيرين حول العالم، وبالأخص
في العالم العربي الجديد الذي ضجّ بدماء فائرة تريد الأفضل والتجديد، فشكراً لك
لأنك جعلتني جزءاً من حراك سيحكم عليه لاحقاً وسيقال عنه الكثير، لكنه بغض النظر،
كان حقيقياً، لا وهمياً ولا عبثياً.
ولتعلمي أنّي كنت وفياً لك، وقد
وقفت في وجه محاولات تغيير عنوانك الإلكتروني إلى واحد أكثر احترافية من قبل
أصدقاء كثر أكثر من مرة، ولكني اليوم أجد نفسي عاجزاً أمام الجَزر الآخذ
بالابتعاد، فاعذرينا إن لم نستطع إنقاذك، ولو إلى حين، واعلمي أنّي أحبّك.
I have to say, this post isn't only about N2O recent video which stirred quite a debate on the Jordanian virtual sphere, but it was the straw, for I have been being singled out as "nekid" (the grumpy one) quite few times recently, by friends and colleagues who'd show me something "funny" thinking I'd be laughing my ass off with them, only to be surprised by my "seriousness" and lack of humor! I tried to recollect these photos and videos for you today, you tell me, am I over reacting or what?!
starting with the most recent, the N2O clip taking on the issue of women's right, in my opinion, the video failed to: 1) be funny and 2) highlight the problems women are facing in our society in a dark comedy approach, as one of the comedians stated in this post on Kharabeesh blog. You can watch and read for yourself and be the judge, but in my opinion, the script was half cooked and rushed to the recording room, this alleged good intention the creators of the video had in mind doesn't justify some of the lines and attempted-jokes in the video, I'd go in details but I don't feel like it, for I had a previous experience with the N2O team where one of the "comedians" threw an insensitive (one might even argue sexist or racist) joke about producing a Jordanian version of Oprah using a Ghoraneyyeh (a woman from the Jordan Valley area) as a host, now as a comedian I'd think you'd understand why a skin-color based joke would be perceived as racist or sexist (since the subject of the joke is a woman here, not that there aren't sexist jokes against men), but no, few people from Kharabeesh (with the exception of one pleasant young lady from the team) insisted on convincing me that the joke wasn't racist nor sexist nor insensitive, and that the problem was on my part! Anyway, Ahmad Zaatari's article in Al-Akhbar makes some good points regarding that video, and the debate is still going on.
Another video that made me so upset, while made others burst in laughter is one where a child is being awakened from his sleep by loud music, now I don't know (and I doubt) if this was staged, for the child in the video seems too young to be part of such plan, but whether it was staged or not, I don't see how on Earth, no matter what the child's reaction was (which seems fine), I don't see how adults should be okay with this, moreover, how they see this as "funny"! BECAUSE IT IS NOT, why? because a child is dependent on the adults around him for his well being, because he has no say, because he does as told, and because his whole life is in between his parents hands, and "using" him for entertainment is never okay! period.
Staying on the topic of children, a group on facebook called "LOL happens" posted the photo below, which unfortunately was passed to me by an ex-colleague... how is that funny?! seriously?! again, whether it's staged or not, if it's for real, then all you need to think about is what kind of life this little innocent child has every day, and what life awaits him when he's able to walk, or barely "work".. he has absolutely no say in who his parents were/are or how he ended up there, however, he'll have to live with the sequences of those facts. how is that funny?! and in case it was staged, who gives any adult the permission to do that?! what kind of "HUMAN" being is that?! and what makes such an image get over 4000 likes?! what the fuck is wrong with people these days?!
Last but not least, a video of an 80 years old woman who decided to sky dive, she looks too old to be even walking straight, good for her wanting to sky jump if you ask me, instead of giving up on life and waiting for her day! But when the jump went wrong and the poor thing must've thought "I'm going to die" endless times, scared shitless hanging on a thread for dear life, the rest of the world including the people who showed me this, thought it was funny! Do you have to imagine it's someone you know, someone you care about or a family member so you do not laugh at other people's tragedies? really?!
Do people not have any empathy or sympathy anymore?! have we grown so inconsiderate this much?! careless? people pass by a child or a guy who seems mentally unstable and they run away from them, that if they didn't provoke them or laugh at them, even if they seemed lost or in a dangerous situation they just ignore and move on, they do not even sweat a compassionate thought, just a thought! People laugh at someone walking "funny" because they have a disability, people make fun of the less fortunate or educated because they don't act cool and they don't dress cool and they don't speak the same dialect as they do, what makes you a better human being than those? nothing! you had nothing to do with who your parents are and in which social fucking class you're classified in. Not Funny! http://naserz.blogspot.com